Search The Web

Tuesday, September 26, 2017

الفرق بين تسويق آبل للتليفون أيفون ٨ و أيفون x و تسويق بروكتر اند جاميل لتأيد و ايريال

الصورة دي اتصورت من أمام متجر بيع منتجات آبل في اليوم الأول لطرح موبايل آبل الجديد آيفون 8 بالأسواق بعد أسابيع قليلة من المؤتمر الصحفي اللي أعلنت فيه آبل عن طرح طرازين من موبايلها بعنوان أيفون 8 وآيفون X. نفس الصورة دي طول 10 سنين كانت بتتضمن لطوابير لناس راغبين في الشراء كانت بتمتد لمئات الأمتار ولساعات طويلة لأيام عديدة.

يوم المؤتمر الصحفي لآبل لما سمعت عن المؤتمر الصحفي والخواص والتفاصيل السعرية للإصدارين أبديت اندهاشي من اعلان آبل عن منتجين في رأيي منافسين لبعض في نفس المؤتمر الصحفي وقلت انه علميا ومنطقيا اللي بيحصل ده غلط.
عادة الشركات اللي بتبيع منتجات متماثلة لازم يكون عندها استراتيجية multi branding واضحة تقدر تستغل فيها خبراتها الانتاجية والبيعية علشان تقدر تستنسخ من تقنياتها وخبراتها ومنتجاتها نسخ مختلفة من نفس المنتج تخاطب بها "شرايح" مختلفة من المستخدمين لكن من غير ما تنافس بعض. أكتر شركات شاطرين في الموضوع ده شركات زي P&G أو يونيليفر. لو بصينا حنلاقي شركة P&G في المنظفات عاملة براند اسمه أريال وبراند تاني اسمه تايد كل واحد له شريحة عملاء مستهدفة وفئة سعرية مختلفة وحملات تسويق منفصلة كأنهم منافسين لبعض لكن فعليا هما مش منافسين. حتلاقي شركة زي يونيلفر عندها صابون "لايف بوي" وفي نفس الوقت عندها صابون "دوف" وكمان عندهم صابون "لوكس". صابون "لايف بوي" بيلعب على الناحية الصحية للأطفال وعلى القضاء على الميكروبات وبيخاطب الوالدين وأطفالهم والتاني (دوف) بيلعب على البشرة وبيخاطب المرأة والثالث بيشتغل على الرائحة العطرة الجميلة وعبير الزهور وبيخاطب الأسرة بصفة عامة.
في دي يحضرنا كلمة أحمد حلمي الشهيرة في فيلم "مطب صناعي" كل نفسك قبل ما حد تاني ياكلك".

آبل عملت ايه؟ في الوقت اللي الناس متشوقة تشوف الإصدار 8 من الآيفون وعاوزة تشوف الجديد، آبل نزلت الاصدار 8 بخواص أقرب لاصدار 7 وكمان نزلت معاه آيفون إكس بطفرة في المواصفات لأول مرة تظهرها. نتيجة لده الانبهار اللي مكنش متوقع نتيجة الفروقات الطفيفة بين الاصدارين تحول لتحقير من المستخدمين لاصدار 8 من قبل ما ينزل لما شافوا الفروقات الكبيرة بين الاتنين.
طيب ايه الفرق في السعر بين الاتنين؟ الفرق في السعر ما بين المنتجين في حدود 200 دولار. واحد ب 800 والثاني ب 1000 دولار. دي كانت الغلطة التانية من آبل. الموبايلين بيلعبوا تقريبا على نفس الشريحة من العملاء (بعكس P&G لما عملت فروقات في اريال وتايد زي ما قلت فوق علشان تفرق بين الشريحتين) اللي عنده استعداد يشتري ب 800 دولار قادر انه يشتري طفرة تكنولوجية كبيرة بين 8 و X ب 200 دولار فرق فقط.
ايه كمان؟ آبل عملت الفرق ما بين الاصدار 8 والاصدار X شهرين فقط. وبالتالي مكنش فيه فترة كافية تخلي اللي مستعجل على التحديث يشتري الاصدار 8 وبالتالي ممكن ينتظر الاصدار X. الشركات المصنعة للميموري كارت مثلا هل هما ميعرفوش يعملوا 32 جيجا على طول؟ هو قادر يعمل ده بسهولة لكن لازم يجزأ 2 و4و8و16 ويخلي فيه فارق زمني ما بين السعة الأخيرة واللي قبلها وده وبالتالي يقدر يبيع نفس المنتج عدة مرات بسعات مختلفة وده اللي معملتوش آبل. كان المفترض تعمل على الأقل فرق 6 شهور أو سنة بين الاصدارين.

النتيجة كانت ايه؟
انهارده كان أول يوم مبيعات لآيفون 8 ولو كلنا فاكرين صور الطوابير في النشرات الاخبارية والصحف والمجلات اللي كانت بتمتد لمئات الأمتار ولساعات طويلة في اليوم ده للاصدارات السابقة  انهارده الطوابير مازدتش طبقا لوكالات الأنباء عن 13 شخص فقط خارج متجر أبل في شارع ريجنت لما فتحت الأبواب، وقالت شبكة سكاي نيوز إن المشهد في نيويورك وفي متاجر أبل في جميع أنحاء العالم كانت قريبة أوي من الرقم ده.
التقارير كلها بتقول ان فيه تراجع في نسبة الطلب المسبق على "آيفون 8" و"8 بلس" في الأيام الخمسة الأولى بنسبة 78%، بالمقارنة بنفس الواقعة عند إطلاق "آيفون 7".
الحقيقة انا مجبتش التايهة يعني في اللي بأقوله فوق .. أنا مستغرب ازاي فريق تسويق في شركة زي آبل تغلط كل الغلطات دي مجتمعة.

في رأيي واللي اتعلمته لما اشتغلت في بيئات عمل بتبيع منتجات منافسة لبعضها ان في استراتيجيات المالتي براندنج لازم تلعب على (1) شرائح مختلفة اما بمنتجات مثيلة لكن بتخدم احتياجات مختلفة وبالتالي شرائح عملاء مختلفة عن طريق تغيير في مواصفات المنتج (ودي كانت ناجحة فيه نوكيا زمان وسامسونج دلوقتي بشكل كبير جدا) او (2) تصنيع منتجات تكميلية بتخدم نفس الشريحة تخلي اللي اشترى منتج محتاج يكمل باقي اجزائه لاستخدام او استعمال اعلى (بلي ستيشن والكاميرا بتاعته وال VR بتاعه....الخ).
ده محصلش هنا. آبل نزلت جهاز تقريبا مماثل في شكل ومواصفات الاصدارين اللي قبله ٦ و ٧ مع بعض التحسينات الطفيفة في الوقت اللي بتعلن فيه عن تحول استراتيجي في المنتج وفي نفس زمن طرح المنتج القديم. يعني حرقت المنتج قبل ما يبدأ. في صناعة السيارات مثلا الشركات لما بتغير شكل العربية بعد كام سنة بتخبي لغاية آخر لحظة ان شكل السيارة حيتغير علشان تحافظ على مبيعات السنة الأخيرة.  هتا آبل بتقول اشتري آيفون ٨ بسعر أقل ٢٠٠ دولار وبعدها بشهر حيكون موبايلك موضة قديمة مش حتعرف تتباهى به (مع العلم ان جزء من نجاح آبل هو اللعب على مشاعر التفرد والعظمة والأنا عند مستخدميها من الشكل الموحد والنغمة التقليدية المميزة عند الاتصال اللي بيتعرف بها بمجرد النظر أو السمع ان حامل الموبايل ده معاه جهاز آيفون). 

طيب كان ايه الحل الافضل؟ الحل الافضل من وجهة نظري انهم كانوا طرحوا مع X موديل 7s بدلا من 8 بسعر مخفض وبكده كانوا جذبوا شريحة مختلفة خالص عن X وحققوا بيها مبيعات اضافية ضخمة من شريحة جديدة للناس اللي مقدرتس تشتري ٧ وفي نفس الوقت حافظت على الشريحة اللي معاها 7 حاليا وحتروح على طول على آيفون  x بمجرد ما ينزل السوق وساعتها كان ممكن تنزل المنتجين (7s و X) في نفس الوقت وتعلن عنهم في نفس المؤتمر الصحفي.

اللي انا أتوقعه ان آبل حتقوم بتأجيل طرح آيفون X اللي منتظر طرحه في نهاية أكتوبر القادم لأي سبب من الأسباب لانقاذ الموقف وبرضه من المنتظر ان آيفون 8 حيكون أقل الاصدارات مبيعا في رأيي والله أعلم.
منقول من صفحة روبابيكيا ماركيتينج على الفيس بوك 

#آبل #آيفون_8 #آيفون_إكس #آيفون_X #أيفون
#Apple #IPHONE8 #IPHONEX

No comments:

Engageya