اثناء قراءتى فى كتاب 48 قانون للقوة ..استوقفنى هذا القانون الذى ينطبق تماما على ما تمر به مصر وارجوا ان تقرأوه بمزيد من الحرص ..فهذه القوانين تعيد نفسها بشكل غريب ومن يعرفها يعيد استخدامها ضدنا كل يوم والمعرفه قد تحمينا
القانون 31:تحكم بالخيارات واجعل الاخرين يلعبون بالاوراق التى توزعها :
شرح القانون:ان افضل الاحابيل هى تلك التى يبدو انها تعطى الشخص الاخر خيارا فيشعر ضحاياك بأنهم هم المسيطرون بينما هم فى الحقيقة لعب تحركها كيفما شئت ..اعط الناس خيارات تأتى فى صالحك مهما كان الخيار الذى ينتقونه من بينها ..اجبرهم على الاختيار بين الاهون من الشرين اللذين يخدمان غرضك على حد سواء ..ضعهم فوق قرنى ازمة بحيث يتلقون نطحة أينما توجهوا
حالات تاريخيه لمراعاة القانون:
منذ اوائل عهد ايفان الرابع الذى عرف فيما بعد باسم ايفان الرهيب كان عليه ان يواجه حقيقه بغيضه فقد كان البلد بحاجه ماسة الى الاصلاح..ولكن كانت تنقصه السلطه لتنفيذه وقد جاء اكبر تحديد مقيد لسلطته من طبقة البويار وهم طبقة الامراء الروس الذين كانوا يسيطرون على البلد ويرهبون الفلاحين ..وفى سنة 1553 عندما كان ايفان فى الثالثه والعشرين سقط مريضا وبينما كان يرقد فى فراشه مقتربا من الموت طلب من البويار ان يقسموا يمين الولاءلابنه كقيصر جديد فتردد بعضهم بل ان بعضهم رفض وعندئذ وفى ذلك المكان راى ايفان ان لا سلطة له على البويار ..وتعافى من مرضه ولكنه لم ينس ذلك الدرس ابدا فالبويار مصممون على تدميره والحق ان كثيرين منهم هربوا فى السنوات التاليه الى اعداء روسيا الرئيسيين بولندا وليتوانيا حيث راحوا يتامرون ليعودوا وليسقطوا القيصر وحتى الامير اندى كوريسكى اقرب الاصدقاء لايفان انقلب عليه فجاه وهرب الى ليتوانيا سنه 1564 وصار اقوى اعداء ايفان
وعندما بدأ كوريسكى بتجميع القوات لشن غزو بدت السلاله الملكيه فى وضع خطر مترجرج اكثر من اى وقت مضى فمع تدبير النبلاء المهاجرين غزوا من الغرب وضغط تترى من الشرق والبوياريثيرون الاضطراب من الداخل فان حجم روسيا الشاسع جعل الدفاع عنها كابوسا فايا كان الاتجاه الذى سيواجهه ايفان فسيترك نفسه مكشوفا على الجانب الاخر ..فلن يستطيع مواجهة كل هؤلاء الا اذا كانت له سلطة مطلقه ولم تكن له مثل تلك السلطه
وغرق ايفان فى التفكير حتى صباح الثالث من ديسمبر سنه 1564 عندما افاق مواطنوا موسكو على مشهد غريب ..كانت هناك مئات من الزحافات تملأ الساحة التى امام قصر الكرملين محملة بكنوز القيصر وبتموينات للبلاط كلهزةتفرجوا غير مصدقين على القيصر ورجال بلاطه يركبون الزحافات ويغادرون المدينة وبدون ان يوضح لماذا ,اختار مقرا له فى قريه جنوبى موسكو .وطيلة شهر كامل امسك نوع من الرعب بخناق المدينة ,لان الموسكوفيين كانوا يخشون من كون ايفان قد تخلى عنهم للبويار المتعطشين للدماء فأغلقت الدكاكين وراحت جموع المشاغبين الغوغائيين تتجمع كل يوم واخيرا فى 3 ديسمبر سنة 1565 وصلت رساله من القيصر تشرح انه لم يعد يطيق خيانات البويار وأنه قرر التنازل عن عرشه نهائيا والى الابد ..
وعندما قرئت الرساله على الملأ بصوت عال كان لها اثر مفزع اذ راح التجار وعامة الناس يلومون البويار على قرار ايفان وتدفقوا الى الشوارع فارعبوا النبلاء بثورتهم وسرعان ما توجهت مجموعه من الوفود تمثل الكنيسة والامراء والشعب برحلة الى قرية ايفان وتوسلت الى القيصر باسم ارض روسيا المقدسة ان يعود الى العرش وانصت ايفان ولكنه رفض تغيير رأيه ..غير انه بعد ايام من سماع توسلاتهم عرض على رعاياه خيارا :فاما ان يمنحوه سلطات مطلقة ليحكم كما يهوى بدون تدخل من البويار ..او ان يجدوا لهم قائدا اخر ..
وفى مواجهة خيار بين الحرب الاهليه والقبول بسلطه مستبدة اختار كل قطاع الشعب الروسي تقريبا حكم قيصر قوى ودعوا ايفان الى العوده الى موسكو واعادة القانون والنظام ..وفى فبراير عاد ايفان الى موسكو بكثير من الاحتفال ولم يعد الروس قادرين على الشكوى اذا تصرف بطريقه مستبده ..فقد اعطوه هذه السلطه بانفسهم
Sent from my BlackBerry® from Vodafone
No comments:
Post a Comment